الاثنين، 13 يونيو 2011

مفهوم الحرية


تقديم
"الحرية : هي أن افعل ما أريد" تلك هي الدلالة الشائعة للحرية ، فلن أكون إذن حرا إذا تم تقييد حريتي بقوانين و قواعد       و أوامر تحد من إرادتي ،ومن ثم فالحرية هي الحالة الطبيعية للإنسان ، لكن المجتمع هو الذي يحاصرها و يقيدها فيجعل الإنسان عبدا لما يريد هو .بيد أن هذا الرأي لا يثبت كثيرا .
فهل يمكن أن نقول أن الحيوان حر : إذا كانت الحرية هي غياب كل القوانين و الأنظمة والقواعد الجبرية إذن فالحيوان حر إذن فهذا الاستدلال لا يرى إلا وجها واحدا من الحقيقة ، ذلك أن الحيوان محكوم بغريزته ، ومن ثم فهو غير قادر على الفعل إلا بما تأمره به غريزته، إذن فليس الحيوان هو مثال الحرية التي ننشدها  بل هو التجسيد الحقيقي للعبودية التامة للطبيعة ، ومن ثم فلا نتحدث عن الحرية إلا لكائن يتحدى و يتجاوز جبرية و قهر الطبيعة .
1-تعريف الحرية فلسفيا
الحرية : حالة يمكن فيها للذات أن تتصرف دون إجبار أو عوائق أو إكراهات  ،وفيها تتمكن الذات  من تحديد غايات أفعالها و آليات الوصول إليها باستقلالية تامة.
أ-تعريف ليبنز:
" لفظ الحرية يعني من جهة الحق في الحرية ،ومن جهة ثانية :الحرية الفعلية أو الممارسة ،و تبعا لمفهوم الحق في الحرية ،فإن العبد( في المجتمعات العبودية) ليس له الحق في الحرية ، بينما يتمتع الفقير بالحرية مثله مثل الغني ، أما بالنسبة للحرية باعتبارها فعلا و ممارسة ،فتقوم على قدرة الإرادة في فعل ما تريده ،أو تقوم الإرادة على فعل ما يجب القيام به".
ب- تعريف مونتسكيو :
 الحرية أن يقدر المرء على أن يعمل ما ينبغي عليه أن يريد، و ألا يكره على عمل ما لا ينبغي أن يريد ،وهي الحق في أن يعمل المرء ما تجيزه القوانين العادلة ،و إذا كان المواطن يعمل ما  يًنهى عنه ، كان لغيره نفس هذا الحق فتلاشت الحرية
2- -أنواع الحرية حسب مونتسكيو :
و يمكن أن نميز نوعين من الحريات كما حددها  مونتسكيو في كتابه "روح القوانين " :
الحرية الفلسفية : و التي تتمثل في إعمال الإرادة بوجه عام
الحرية القانونية: و التي تحدد حقوق المواطن  داخل مجتمعه.