ولد سينيكا نحو القرن رابع قبل
الميلاد على الأرجح، يعتبر أحد أهم رواد
المدرسة الرواقية : دعا إلى ممارسة حياة الفضيلة ،ووجه إلى تعلم الفلسفة ،و لكن
كوسيلة لأهداف عملية أو خلقية ، لا من أجل المعرفة بحد ذاتها .
يحدد سينيكا أسس السعادة في ثلاث :
-
العقل: لذا يدعو إلى حسن استعماله
- الأخلاق:لذا يدعو إلى التحلي بالاستقامة و
الفضيلة
-
العيش في الحاضر و قبوله
إذا فعل كل هذا أدرك
الحقيقة و تحرر من سيطرة الرغبات و الأحاسيس و الألم و الخوف
و لإقناعنا بأطروحته استعمل سينيكا
أساليب حجاجية :منها الحجاج بالمماثلة :حيث شبه من لا يستخدم عقله لضبط رغباته بالبهيمة ، وفي ذلك
دفع للمتلقي حتى لا يركن إلى غرائزه و إلا وٌسِم بهذا النعت القدحي ،ومن
جهة أخرى فالذي يتبع رغباته ليشبعها لا يكمن إلا أن يعيش في نفس الدائرة اللا منتهية لرغباته و غرائزه فما أن
يشبع بعضها حتى تتولد غيرها .
و عندما يؤكد سينيكا على ضرورة
قبول الحاضر ،و هذا يذكرنا بالمدرسة الرواقية التي من شعاراتها المعروفة "عليك أن تحب ما يجري كما يجري ، و ستنساب حياتك في سعادة "
كما استعمل الحجاج بالقيم حينما
تحدث عن الاستقامة و سلامة الحكم و فيهما جمع بين العقل و الفضيلة و تلك سمة من
سمات المدرسة الرواقية عموما
و خلاصة القول أن موقف سينيكا لا
يخرج عن المدرسة الرواقية التي ينتمي إليها : و التي تركز على الفضيلة كغاية أسمى
لحياة الإنسان،إضافة إلى الإعلاء من سلطان العقل "المدبر لجميع ما يتعلق بوجودنا
"على حد تعبير سينيكا .
لكن السؤال الذي سيطرح على سينيكا هل كل الرغبات ينبغي إعدامها ؟ و هل
يمكن النظر إلى جميع الرغبات نظرة واحدة و
سلبية في كل الأحوال؟
استفدت كثيرا
ردحذف