أطروحة رينيه بوفريس:
إن الحديث عن موضوعية العلوم الإنسانية يقتضي الاعتراف بصعوبة تحييد ذات الباحث فيها، ذلك أن نظرته تظل مشبعة بالذاتية و الأحكام المضمرة و اللاواعية مما يؤثر في مناهجها و نتائجها مما يجعل موضوعيها نسبية .
أطروحة جون بياجيJean –Piaget (1896-1980م):
يؤكد بياجي أيضا صعوبة الوصول إلى الموضوعية العلمية في العلوم الإنسانية كما الحال في العلوم الحقة بسبب صعوبة الفصل بين الذات و الظاهرة المراد دراستها ، و الاعتماد على المعرفية الحدسية للدارس مما يجعله إحساسا بضرورة التقنيات الموضوعية، يقول جون بياجي : "[إن] الموضوعية [في علوم الإنسان] وشروطها الأولية المتمثلة أساسا في إزاحة تمركز الذات من حول ذاتها ، تعترضها صعوبات ...فالعالم لا يكون أبدا عالِما معزولا، بل هو ملتزم بشكل ما بوقف فلسفي أو أيديولوجي .
يؤكد بياجي أيضا صعوبة الوصول إلى الموضوعية العلمية في العلوم الإنسانية كما الحال في العلوم الحقة بسبب صعوبة الفصل بين الذات و الظاهرة المراد دراستها ، و الاعتماد على المعرفية الحدسية للدارس مما يجعله إحساسا بضرورة التقنيات الموضوعية، يقول جون بياجي : "[إن] الموضوعية [في علوم الإنسان] وشروطها الأولية المتمثلة أساسا في إزاحة تمركز الذات من حول ذاتها ، تعترضها صعوبات ...فالعالم لا يكون أبدا عالِما معزولا، بل هو ملتزم بشكل ما بوقف فلسفي أو أيديولوجي .
خلاصة المحور :
تحيط بالعلوم الإنسانية العديد من المشاكل يمكن أن نوجزها فيما يلي :
· وجود جانب جواني باطن في الانسان و آخر براني ظاهر
· تفرد الظاهرة الإنسانية ،لذلك فمحاولة التجريد و التعميم و إسقاط خصوصية الظاهرة و تميزها قد ينطوي على تشويه لطبيعتها
· قيم الباحث التي تؤثر على أحكامه و رصده لوقائع،لأن الباحث جزء لا يتجزأ من الظاهرة التي يبحثها، فلابد أن يشعر إزاءها بميول و أهواء معينة تفرضها البيئة الثقافية و الحضارية التي ينتمي إليها . مثال ذلك : ظاهرة تعدد الزوجات : ففي بيئة معينة تعد عرفا محمودا ،و في بيئة أخرى ينظر إليها كعرف مذموم ،و في بيئة ثالثة تعد جريمة يعاقب عليها القانون
· تعقد الظاهر الإنسانية و الاجتماعية بصورة تجعلها متعددة الملامح و الأبعاد و الخصائص
· حرية الإنسان التي تجعله غير قابل للتحديد،و خضوعه للغايات البعيدة و ليس القوانين و العلل الميكانيكية
· التغير السهل و السريع للظاهر الإنسانية و الاجتماعية
· التحيز لمصالح فئات أو طبقات أو إيديولوجيات ...
· استباحة حدود العلوم الإنسانية من طرف الحس المشترك و الفهم الشائع و التفكير العامي . ومثال ذلك أن الفكر العامي يمكن أن يعارض بسهولة مضمون نتائج بحوث طويلة و شاقة تخالف أعرافه و تقاليده و توجهاته السياسية و الأيديولوجية من قبيل : الأثر السيئ لضرب الأطفال و تزويج الفتيات القاصرات ...
كل هذه المشاكل تجعل من الصعب الوصول إلى موضوعية تضاهي الموضوعية الموجودة في العلوم الحقة