أطروحة نيتشه :
ينتقد نيتشه تلك الحقيقة التي تدفع الناس للاطمئنان ، لأن الحياة أو ما يسميه الدافع الحيوي الذي يدفعنا للعيش أو الاستمرار في الحياة يخضع لقانون البقاء للأقوى ،و من ثم فهو لا يعترف بشيء اسمه " الحقيقة "أو شيء اسمه القيم الأخلاقية ،و بالنسبة له فاختيار الحقيقة يعني اختيار العيش عيشة دونية ، و الحقيقة حسب نيتشه مجرد مثال idéal لا وجود له على أرض الواقع ،لذلك يكتفي الناس بالتطلع إلى الحقيقة كغاية و كحاجة و ليس كواقع ماثل أمامهم .
و هكذا ارتبط النقد الشديد الذي وجهه نيتشه للحقيقة بالنقد الشامل الذي وجهه للأخلاق بصفة عامة معتبرا إياها مجرد أصنام ينبغي تحطيمها ،كاشفا عن مصادرها الحقيقية المتمثلة في وجود صنفين من الأخلاق و ليس صنفا واحدا ،و هما : أخلاق السادة و أخلاق العبيد، ذلك أن "تاريخ الأخلاق على مر عصور الإنسانية - و منها الصدق و قول الحقيقة- ليست سوى صراع بين قيم السادة و قيم العبيد ،و محاولة كل منها السيادة على الأخرى
أطروحة وليم جيمس :
يقول وليم جيمس " الحقيقي بالنسبة لتفكيرنا هو ما يفيد مثلما أن الأمر الصائب بالنسبة لسلوكنا و حياتنا هو الأمر النافع المفيد " (كتاب السنة الثانية باكلوريا مباهج الفلسفة ص 74)
يرى وليم جيمس أن قيمة الحقيقة تكمن فيما تحققه من فائدة أو نجاح عملي ،فما هو مفيد أو ناجح هو الحق ،و يقدم أمثلة :من بينها أن ما هو مفيد في مجال التجربة النفسية و العقلية هو ما هو مفيد للفكر ، و ما يزودنا بالشعور بالمعقولية ،و هو شعور بالراحة و السلام الداخلي
و في ميدان التجربة الدينية : الحقيقي هو ما ينجح روحيا أي يوفر لنا طمأنينة النفس و السعادة و يعننا على تحمل مشاق الحياة .
merci
ردحذفالله يبارك فيكم ويزدكم علما نافعا
ردحذفأيمن
ردحذف