المعيار : علامة تمكن من تمييز شيء عن شيء آخر ،أو مفهوم عن مفهوم آخر
خاصية نستطيع بها أن نصدر حكما على موضوع ما
و بمعنى خاص نقصد بمعيار الحقيقة : ذلك الذي يجعلنا نميز بشكل واضح و جلي الحقيقة عن خطأ.
1- معيار الترابط المنطقي
عندما نتحدث عن معيار الترابط المنطقي ،فإننا نقصد متوالية من القضايا و الاستنتاجات ليس بينها أية شبهة تناقض. فإذا أخذنا القياس المشهور :" كل إنسان فان ، سقراط إنسان ، إذن سقراط فان "ففي اللحظة التي نؤكد فيها أن كل إنسان فان ،أن سقراط إنسان ،فلا يمكن إلا أن نثبت أن سقراط أيضا فان ،و هذا يعتبر دليلا أن الترابط المنطقي يعد معيارا لصحة أفكارنا.
لقد رفض " كانط " وجود معيار كوني لحقيقة ذو طبيعة مادية ،لكنه بالمقابل قبل و أقرٌ بوجود معيار صوري للحقيقة –أي متعلق بالترابط المنطقي-"لأن الحقيقة الصورية تكمن في مطابقة المعرفة لذاتها ،بغض النظر عن الموضوعات و عن أي اختلاف بينها " كما يقول
و يعد البرهان صحيحا إذا لم يقع في أي تناقض ،لأن صلاحيته هي صلاحية صورية لا تهتم بمحتوى القضايا التي تستدل عليها بقدر ما تهتم بعدم الوقوع في أي تناقض.ففي الرياضيات مثلا : معيار الترابط المنطقي كاف لضمان صحة القضايا الرياضية ،لهذا مثلا نجد هندسة "أقليدس"بسطحها المستوي تخالف هندسة "لوباتشفسكي"lobatchevski بسطحها المقعر ، و مع ذلك فكلهما صحيحتان.
و خلاصة القول :أن معيار الترابط المنطقي ،و لإنه معيار صوري خالص فإنه يصدق على الأنساق الفرضية الاستنتاجية ،لكنه يظل غير كاف لوحده في المجال التجريبي.