أطروحة هيجل :
يقول هيجل :" يظهر للناس أن الوضعية الجديدة التي خلقها الأبطال أو العظماء في العالم هي نتيجة لأفعالهم و رهينة بمصالحهم ،غير أن ذلك مجرد ظاهر و ليس ما هو حقيقي ، أما الحقيقي فهو أن الحق بجانبهم و يعرفون حقيقة عالمهم و زمانهم و يعرفون المفهوم".
بالنسبة لهيجل التاريخ لا يأخذ بعين الاعتبار الأشخاص كذوات فردية مهتمة بذاتها فقط ،بل يأخذ بعين الاعتبار الأشخاص ذوي الاهتمام الكوني و المتسمين بالصلابة و الحزم الذين يمثلون روح الشعب ،لذلك نسمي هؤلاء "عظماء " أولئك الذين يتبعون الروح ،،فالرجل العظيم يضع موضع تنزيل ما يريده الشعب ،إنه يعي مسار التاريخ و يعمل على تحقيق أهدافه ،و هدف التاريخ هو تحقيق الحرية. هذا الشخص العظيم لا يمكن أن يوجد دون شعب له روح أيضا ،و كل شعب يحتاج إلى هذه الطينة من الأشخاص ليعي طموحاته و يسعى لتحقيقها .
لكن السؤال كيف تتحقق الحرية حسب هيجل ؟
لا يمكن أن يتحقق أي شيء في العالم دون الرغبات و الأهواء ، فالناس يبحثون عن ما يشبع رغباتهم و ميولاتهم و لا توجد حركة دون رغبة أو مصلحة ،لكن هذا يعمل أيضا على تحقيق الحرية الإنسانية في النهاية :و هذا ما يسميه هيجل ب "مكر العقل "la ruse de la raison ،ومعنى مكر العقل :تلك السيرورة التي يتبعها العقل لتحقيق أهدافه مستخدما نقيضه الذي هو : الأهواء و الرغبات
و كمثال على ذلك :إن طموح نابليون للسيطرة على أوربا و رغم كونها رغبة ديكتاتورية استعمارية إلا أنها ساهمت في نشر مبادئ الثورة الفرنسية في كل أنحاء أوربا ،أي أن الحرية انتشرت عبر الديكتاتورية و الرغبة في السلطة :إنه مكر العقل كما يقول هيجل.
أطروحة ماركس :
يقول ماركس :" إن الناس هم الذين يصنعون تاريخهم الخاص :إلا أنهم لا يفعلون ذلك عشوائيا و ضمن شروط من اختيارهم بل ضمن شروط معطاة مسبقا و موروثة من الماضي ".
إن دور الإنسان حسب ماركس ليس تغيير مسار التاريخ فمسار التاريخ محدد سلفا ،و لكن دوره فقط هو تسريع هذا التغيير ،لأن المحرك الأساسي للتاريخ حسب ماركس هو ما يسميه بالصراع الطبقي أو بالضبط نمط الإنتاج ،فهذا الأخير هو الذي يحدد وعي الناس و أفكارهم ،و هنا يتحدث كارل ماركس عن الأيديولوجية ، و يقصد بها : نسق الأفكار التي لها جذور سوسيواقتصادية لا واعية ،و من ثم فالظواهر الاقتصادية تنعكس في أفكار الناس دون أن يدروا ذلك ،فيعتقدون أنهم يطورون أفكارهم الخاصة بينما هم في الحقيقة يعكسون عبر هذه الأفكار وضعهم الاقتصادي ومرحلتهم التاريخية التي يمرون فيها ،و من ثم فالأفكار المهيمنة على الناس هي أفكار و أيديولوجية الطبقة المهيمنة اقتصاديا .
و بالنسبة لماركس إذا كان المسار التاريخي هو مسار محتوم و نهايته الموعودة هي: المجتمع الشيوعي و القضاء على الطبقية ،فإن دور الإنسان يتمثل في قدرته على تعطيل أو تسريع هذا المسار و هذه التحولات التاريخية ، و بالنسبة لماركس تستطيع الطبقة المهيمنة اقتصاديا تعطيل هذا المسار عبر نشر إيديولوجيتها ،لكن على أفراد الطبقة البروليتارية أن يحصلوا الوعي بوضعهم الطبقي ،و هذا هو دور المثقفين .
أطروحة سارتر:
يناقش سارتر الفكر الماركسي الذي يدعم مقولة : أن الإنسان تتحكم فيه الشروط الموضوعية التي تصنع تاريخه ووجوده ،و يرى أن الإنسان قادر على تحدي أوضاعه الاجتماعية و محددات تاريخه،لأن الإنسان يمتلك صفة فريدة ،و هي قدرته على التجاوز (البراكسيس)لذلك يقول : "إن الفرد يصنع التاريخ عندما يتجاوز وضعيته نحو ممكناته و يحقق إحداها"
إن هذه على التجاوز هي ما يسميها سارتر "المشروع" و الذي يتجسد في الممارسة (البراكسيس)
جيد جدا اتمنى لكم الاستمرار و جزاكم الله خيرا
ردحذفجزاكمك الله خيرا يا اخي الحبيب ^_^
ردحذف