اخر الاخبار

الجمعة، 18 فبراير 2011

درس مسألة العلمية في العلوم الإنسانية المحور الأول (الجزء الثاني )

أطروحة رينيه بوفريس:

 إن الحديث عن  موضوعية العلوم الإنسانية يقتضي الاعتراف بصعوبة تحييد ذات الباحث فيها،  ذلك أن نظرته تظل مشبعة بالذاتية و الأحكام المضمرة و اللاواعية مما يؤثر في مناهجها و نتائجها مما يجعل موضوعيها نسبية .

أطروحة جون  بياجيJean –Piaget  (1896-1980م):
 
يؤكد بياجي أيضا صعوبة الوصول إلى الموضوعية العلمية في العلوم الإنسانية كما الحال في العلوم الحقة بسبب صعوبة الفصل بين الذات و الظاهرة المراد دراستها ، و الاعتماد على المعرفية الحدسية للدارس مما يجعله إحساسا بضرورة التقنيات الموضوعية، يقول جون بياجي : "[إن] الموضوعية [في علوم الإنسان] وشروطها الأولية المتمثلة أساسا في إزاحة تمركز الذات من حول ذاتها ، تعترضها صعوبات ...فالعالم لا يكون أبدا عالِما معزولا، بل هو ملتزم بشكل ما بوقف فلسفي أو أيديولوجي . 

خلاصة المحور :

تحيط بالعلوم الإنسانية العديد من المشاكل يمكن أن نوجزها فيما يلي :
·       وجود جانب جواني باطن في الانسان  و آخر براني ظاهر
·       تفرد الظاهرة الإنسانية ،لذلك فمحاولة التجريد و التعميم و إسقاط خصوصية الظاهرة و تميزها قد ينطوي على تشويه لطبيعتها
·       قيم الباحث التي تؤثر على أحكامه و رصده لوقائع،لأن الباحث جزء لا يتجزأ من الظاهرة التي يبحثها، فلابد أن يشعر إزاءها بميول و أهواء معينة تفرضها البيئة الثقافية و الحضارية التي ينتمي إليها . مثال ذلك : ظاهرة تعدد الزوجات : ففي بيئة معينة تعد عرفا محمودا ،و في بيئة أخرى ينظر إليها كعرف مذموم ،و في بيئة ثالثة تعد جريمة يعاقب عليها القانون
·       تعقد الظاهر الإنسانية  و الاجتماعية بصورة تجعلها متعددة الملامح و الأبعاد و الخصائص
·       حرية الإنسان التي تجعله غير قابل للتحديد،و خضوعه للغايات البعيدة و ليس القوانين و العلل الميكانيكية
·       التغير السهل و السريع للظاهر الإنسانية و الاجتماعية
·       التحيز لمصالح فئات أو طبقات أو إيديولوجيات ...
·       استباحة حدود العلوم الإنسانية من طرف الحس المشترك و الفهم الشائع و التفكير العامي . ومثال ذلك أن الفكر العامي يمكن أن يعارض بسهولة مضمون نتائج بحوث طويلة و شاقة تخالف أعرافه و تقاليده و توجهاته السياسية و الأيديولوجية  من قبيل : الأثر السيئ لضرب الأطفال و تزويج الفتيات القاصرات ...

كل هذه المشاكل تجعل من الصعب الوصول إلى موضوعية تضاهي الموضوعية الموجودة في العلوم الحقة