عندما نكتب أنشاء فلسفيا ينبغي أن نبين
الاشكال المطروح ،ذلك أن الأسئلة التي تعقب النص
او القولة لا تسائل الوقائع و إنما
تسائل الاحكام و المواقف و الآطروحات الفلسفية
و لذلك فهي تتطلب حسا نقديا و فكريا متميزا ، و من ثم فالاشكالية هي الصياغة الواضحة و
الدقيقة و المباشرة للمشكل الذي تبرزه تلك
الأسئلة
إذن الإشكالية ليست معطى جاهز ، وواضح أمام أعيننا بل هي جهد يعنى ببسط الأسئلة و إبراز ما تحمله من مشكلات
فلسفية
منهجية و خطة الكتابة الانشائية الفلسفية
غالبا ما يضم العرض ثلاث محطات أساسية :و
هي الأطروحة – نقيض الاطروحة –تركيب يجمع أقوى ما في الاطروحتين من الناحية الحجاجية و العقلية و الفلسفية thèse/antithèse/synthèse
المرحلتين الأولى و الثانية دورهما إبراز التناقض الفلسفي بين أطروحتين متعارضتين
أو متمايزتان ،و المرحلة الثالثة هي مرحلة التركيب :التي هي تجميع لما تم بسطه و
التفكير فيه في الجزء الأول و الجزء الثاني
ذكر الفلاسفة مهم و لكن لا تجعل عملك
الانشائي استعراض للذكرة عبر ذكر الأطروحات الفلسفية بمنطق الاستظهار و الحفظ،
فتصير مقالتك الإنشائية على شاكلة : " و حسب كانط....و بالنسبة
لنيتشه......أما سارتر....."فالاكيد أن المصحح لا ينقط بمنطق من أتى بأطروحات
أكثر من الأخر
الفلاسفة و الطروحات الفلسفية في الموضوع
لا تعطي سوى مادة الاشتغال و العمل ،أما الجهد الأكبر للتلميذ فيظهر في القدرة
الاستدلال الفلسفي و الترابط المنطقي للأفكار و إعمال العقل و التقد و إبراز
التناقضات و المفرقات
و الأهم أيضا هو منهجية و خطة
العمل التي يقتضها التعامل مع نص الإمتحان .