الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

المحور الثاني : الرغبة و الإرادة تحليل نص اسبينوزا الجزء -2-


البينية الججاجية
حجة الدحض : نقد كل التقاليد الفلسفية التي تعتبر أن جوهر الإنسان هو العقل ،و استبداله بتعريف جديد للإنسان :و ذلك باعتباره قبل كل شيء كائنا راغبا
تحليل المفهوم : تعريف الرغبة –الشهوة ...
حجة مثال : مثال السكن دليل على وعي الناس برغباتهم ، و لكن مع جهل بالعلل التي تقف وراءها
استعمال نسق هندسي رياضي : يبتدئ بالتعريفات و ينتقل إلى البرهنة و الاستدلال  و هو ما ميز عموما كتابه الأشهر " الأخلاق"
استنتاج:
تتميز فلسفة اسبينوزا عن سابقاتها بإعادة تعريفها لإنسان باعتباره كائنا راغبا :" الشهوة (الرغبة) ليست سوى  جوهر الإنسان ".
و في ذلك قطع مع الموروث الفلسفي السابق الذي يجعل من العقل جوهرا للإنسان، و على الخصوص الفلسفة الإغريقية مثل فلسفة أفلاطون و أرسطو ،و الذين اعتبروا الإنسان كائنا عقلا بالأساس، و اعتبر أن الرغبة هي أساس الطبيعة الإنسانية و جوهرها.
الرغبة إذن هي الأساس عند اسبينوزا،  و فنحن لا نطلب الأشياء و لا نرغب فيها لحكمنا بأنها خير أو شر ،بل إننا ندعو الشيء خيرا أو شرا بسبب رغبتنا فيه و طلبنا إياه أو كراهيتنا له .فلا حياة خلقية في هذا المجال ،و إنما كل ما هنالك عبودية للشهوات ( يوسف كرم تاريخ الفلسفة الحديثة ص 114(
يقول اسبينوزا في كتابه "الأخلاق":
...إننا لا نسعى إلى شيء ،و لا نريده و لا نشتهيه و لا نرغب فيه لكوننا نعتقده شيئا طيبا ،بل نحن ،على العكس من ذلك نعتبره شيئا طيبا لكوننا نسعى إليه و نريده و نشتهيه و نرغب فيه"
لا يمكن الحديث عن إرادة حرة ،لأن ضرورة البقاء تحدد الغرائز ،و الغرائز تحدد الرغبة، ومن ثم تقيد الرغبة الفكر و العمل معا
و إذا كان الإنسان يعتقد أنه يقوم بأفعاله تبعا لأرادته ،فهذا ليس سوى مجرد وهم حسب اسبينوزا  ،ذلك أنه يجهل الدوافع العميقة و اللاواعية لتلك الأفعال .و مثال ذلك :عندما يقوم طفل بالتعبير عن نزوة  un caprice ، فهو  يعد نفسه مدفوعا برغبته في الحصول على لعبة مثلا ،بينما في الحقيقة هذه النزوة مدفوعة  بشكل  غير واع برغبته في اختبار درجة  مقاومة أبويه لهذه الرغبة.

إن موقف اسبينوزا من الرغبة و الإرادة خصوصا و الأخلاق عموما يعتبر من المواقف المؤثرة في الفلسفة الأخلاقية الأوربية حتى أن فرويد قال عن بحثه في الأخلاق :"إنه أكمل دراسة جاء بها فيلسوف أخلاقي في أي عصر من العصور " زكي نجيب محمود قصة الفلسفة الحديثة ص160

التعليقات

هناك 5 تعليقات: