الخميس، 9 يونيو 2011

المحور الثالث: الواجب و المجتمع (الجزء الأول )


هل الأخلاق التي يحكمها مبدأ الواجب تقتصر على ضمير الفرد أم يؤطرها ضمير المجتمع ؟ ثم ما الذي يحدد ما يجب علي القيام به؟
الأطروحة النفعية :
إن جوابها على سؤال : ما الذي يحدد ما يجب علي القيام به؟جواب سهل : فالذي يحدده هو المجتمع ، و كما يعتبر هذا المذهب   أن أفكار الخير و الشر و الواجب تختلف من مجتمع إلى أخر، ومن عصر إلى عصر . تلك أطروحة  النفعيين الانجليز utilitaristes مثل "جيرمي بنتم" Jeremy Bentham      و" جون استيوارت ميل"Jhon Stuart Mill:التي ترى أن  المجتمع هو الذي يحدد الواجب انطلاقا من الأعمال التي تحقق اكبر سعادة لأكبر عدد من الناس ، ومن ثم فالأفعال التي تكون مفيدة لمجتمع تكون كذلك للفرد
هل الأطروحة النفعية هي اطروحة مُرضية؟  يمكن القول أن هذه  الأطروحة تخلط بين ما هو نافع وما هو أخلاقي ، وهو ما يوقعنا في إشكالية حقيقية حسب" كانط" فأحيانا من النافع و المفيد أن نكذب ، لكن هل هذا فعل أخلاقي ، أن ما يحدد القيمة الأخلاقية لفعل ما ليس نتاجه و تأثيراته (على المجتمع مثلا ) لكن الإرادة    و النية l'intention التي تقف خلفه ، إذا كان عملي دافعه أناني فلا تكون الإرادة التي تقف خلفه مرتبطة بالعقل وحده . إن أي إرادة تنطلق من رغبات لا تكون بحال إرادة حرة . فأن تكون حرا هو أن تقوم بما يمليه عليك العقل وحده .
أطروحة دوركايم Durkheim






ينطلق دوركايم من الإجابة عن سؤال ما الذي يأمرنا بفعل الواجب ؟ فبالنسبة إليه فالآمر و الناهي هو المجتمع ، فمن غيره يملك سلطة تحديد معادلة الحسن و القبيح ؟ إن دور  المجتمع هو تشكيل ما يسمى بالضمير الأخلاقي للفرد عبر التربية و التكوين و التنشئة الاجتماعية ،ومن ثم فلكل مجتمع أخلاقياته و آدابه و تقاليده التي يلقنها لإفراده ،و سهر على فرضها عليهم بأساليب شتى و طرق صريحة        و أحيانا بأشكال مضمرة و مبطنة .يقول دوركايم " (إن) المجتمع يتوفر في ذاته بالضرورة على كل ما ينبغي لكي يمنح لبعض قواعد السلوك( تلك) الصفة الإكراهية المميزة للإلزام الأخلاقي "