اخر الاخبار

السبت، 23 أكتوبر 2010

دور المدرس و المدرسة في النهوض بالمجتمع (*) ذ.رشيد ابايا الجزء الأول

مهنة التعليم هي مهنة الأنبياء والرسل و المصلحين على مر التاريخ كيفية التعامل مع التعليم و المعلم مؤشر على مستوى الوعي لدى أي دولة و شعب ،و حيثما كانت وضعيته و مكانته رفيعة و ذات شأن إلا عرفنا أن هذه أمة متقدمة واقعيا و قيميا ،و حيثما وجدنا حطا و احتقارا له إلا و أدركنا أننا أمام أمة متخلفة لا تفهم مصادر قوتها و لا أسس نهضتها .

I. التعليم أساس النهوض الحضاري

فلماذا كان و مازال التعليم و المعلم هما الأساس لأي مشروع نهضوي و تنموي و حضاري

1 - التعليم هو المؤهل الأول للرأسمال البشري

يعد رأس المال البشري في الدول النامية أو المتقدمة علي حد سواء أحد أهم دعائم اقتصادها ،و مقوما ضروريا من مقومات لتنميتها ، وذلك لما له من فاعلية في زيادة الإنتاج ، لذلك فهو في حاجة ماسة للتعليم حتى يمكن إعداده لمسايرة ركب الحضارة والتقدم ، ويعتبر الأميون عقبة في تحقيق التنمية ، حيث يمتصون ما ينتجه الآخرون يصبح الأمي بعيدا عن المشاركة الإيجابية

2-التعليم إعداد للإنسان لمواكبة الواقع المتغير

- مما يزيد من أهمية دور المعلم في وقتنا الحاضر أن وظيفته لم تعد تقتصر على نقل المعلومات إلى المتعلمين، بل إنها أصبحت تتطلب منه ممارسة دور القيادة والتخطيط للتدريس وتصميمه والإشراف عليه والبحث العلمي، والتشكيل الأخلاقي والثقافي لشخصيات المتعلمين،و إعدادهم لمواجهة واقع متجدد باستمرار ،و نظرا لسرعة تجديد المعارف وتعقيد المشاكل، فإن الهدف الأول هو أن يتعلم المتعلم كيف يتعلم، ويتعلم كيفية التكيف. مما يفرض على المدرس في الوقت الراهن أن يكون معلما – متعلما – باحثا .

3- التعليم أيضا أكثر فعالية في تحقيق الأمن بمفهومه الشامل

إذا كانت الدول لا تتقيد بحدود من أجل تمويل جيشها بوصفه يحقق أمنها ، فالتعليم أيضا أكثر فعالية في تحقيق الأمن ، وكما أشارت إحدى الدراسات إلي" أن الإنفاق علي التعليم قضية لها جذور تمتد عمقا لتستمد مقوماتها من فلسفة المجتمع وأهدافه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية " (السهلاوي، عبدالله عبد العزيز، "الاتجاهات حول الإنفاق علي التعليم العالي والحوار المطلوب" المجلة التربوية 2000 ص 144)

* لنعطي مثلا على ذلك ، كيف يساهم التعليم واقعيا في الحد من البطالة

1- اضطرار الشباب للبقاء طويلا في مقاعد الدراسة يوفر على الدولة البحث لهم عن مصادر للدخل في حال خروجهم

2- تطوير كفايات الشباب العلمية و المهنية يمكن من استثمارها في قطاعات إستراتيجية مما يفيد الاقتصاد على المدى البعيد.

4- التعليم رهان استراتيجي :

من يتعامل مع التعليم و المدرسين بمنطق ضيق فهو يضيع على أية أمة فرصتها للتقدم و اللحاق بركب الدول الرائدة عالميا ، و لم نر دولة أو أمة نهضت إلا و كان اهتمامها بالتعليم و المعلم سببا لذلك النهوض و الرقي و الأمثلة ساطعة على ذلك . من ثم لا إصلاح حقيقي و ناجح بدون تعليم ومعلم .

و لقد تبين أن التعامل مع التعليم بمنطق تقني و رقمي فقط :يضيع القيمة الفعلية لهذا القطاع ، لذلك كان تحسين الوضع المادي و المعنوي للمدرس هو الضمانة الأولى للوصول إلى الرقي الاقتصادي الحقيقي بمدرسين أكفاء مرتحين ماديا و نفسيا قادرين على العطاء و يمكن محاسبتهم بكل شفافية ، بدل الارتكان إلى التوظيف الرقمي و العمل المؤقت أو العمل بالعقدة مما يصيب جودة التعليم في مقتل .

(*) ورقة قدمت في ندوة نظمها المكتب الإقليمي للتضامن الجامعي بزاكورة يوم 17-10-2010