اخر الاخبار

الأحد، 16 أكتوبر 2011

المحور الثالث: السعادة و الواجب درس السعادة الثانية باكلوريا


ما هي علاقة السعادة بالواجب ،هل هي علاقة تكامل أو علاقة إعاقة؟
بمعنى آخر : هل يكمن أساس السعادة في فعل ما نريد ، أم في الانصياع للواجب و القانون ،طبيعيا كان أو أخلاقيا؟
إذا كانت هناك بين السعادة و الواجب فهل السعادة واجب نحو الذات أم نحو الغير ،أم هما معا ؟
أطروحة ابكتيت epectete
الطريق الموصل إلى السعادة هو الخضوع للقانون الطبيعي
ينطلق ابكتيت من مبدأ خلقي و سيكولوجي هام :و هو أن مبادئ الخير و الشر الأولية مغروسة في النفس ،و أن التربية الخلقية تقوم على اكتشافها من جهة و تطبيقها من جهة أخرى ،و تبدأ الحياة الخلقية من التحقق من أن ثمة أشياء تتوقف علينا و أشياء خارجة إرادتنا مثل المطالب المادية و المطالب الجسدية ، فكلما تحركنا في دائرة الأفعال التي تخصنا توصلنا إلى السعادة ،في حين يؤدي التحرك خارج هذه الدائرة أو التطلع إلى الأشياء الخارجة عن إرادتنا أو التي توجد تحت سيطرة الغير إلى الاضطراب و الشكوى ،و بالتالي  على التعاسة لأن طلب هذه الأشياء الخارجة ع أنفسنا يجعل المرء عبدا لمن سواه من النافذين و الأغنياء و القادرين الذين يتحكمون بكل ما يخص الجسد فجسد الإنسان يخص امرءا آخر ، أما النفس فهي مملكة الإنسان الخاصة و يستحيل على من عدنا أن يتحكم فيها.
إذن فسر النجاح يكمن في تجنب الأمور الخارجية و العناية بقوة الاختيار :أي الإدارة حتى يروضها المرء على العيش بحسب ما هو طبيعي و نبيل و حر و صادق و أمين : "و كل من ينزع نحو ما هو ليس في مقدوره أو ينفر منه ،يستحيل عليه أن يكون حرا و صادقا " و "الإرادة هي وحدها ما يرغم الإدارة "
أن ما يجلب الناس التعاسة ليست الأشياء في ذاتها بل ذاتها بل الآراء التي لديهم عنها و مثال ذلك الموت فهو :"ليس شرا في ذاته و لو كان كذلك لبدا لسقراط  كذلك ،بل إن الشر يكمن في الرأي الذي لدينا عن الموت بأنه شر و الم فذاك هو الشر ".و يختتم ابكتيت بهذه الحكمة :"لا تطلب أبدا أن يحدث الأشياء كما ترغب أنت بل أرغب في حدوث الأشياء كما تحدث هي فعلا ،و بذلك ستكون سعيدا دوما".
من ثم فالحرية تكمن في مجانبة كل ما هو جسدي و التحكم في الذات و الاستسلام للقضاء الإلهي العادل ،فذلك هو سر السعادة التي يتجرد لطلبها الرجل العاقل .