المناقشة: ( 05 نقط )
يمكن
للمترشح أن يناقش الأطروحة المفترضة في السؤال، وذلك في ضوء العناصر الآتية:
هناك
نموذجان أساسيين حاولا مقاربة هذا الموضوع :
النموذج الأول: يمتح من الأطروحات
الوضعية التي رأت أنه للوصول بالعلوم الإنسانية إلى مرحلة الموضوعية و الدقة و
الثبات لابد من تمثل منهج العلوم الحقة ،و أبرز ممثل لهذا التيار أوجست كونت A.Comte الذي دعا إلى إلى
إنشاء الفيزياء الاجتماعية التي تدرس المجتمع بمنهج العلم الحديث و الإقتصار على تفسير
الظواهر بفضل ما بينها من علاقات ثابتة لتماثلها و تعاقبها و اعتماد الملاحظة و
المنهج التجريبي ، و قد استطاعت تطوير العلوم الإنسانية من ناحية المناهج و
النتائج لاسيما مع إدخال مناهج الإحصاء و القياس.
النموذج الثاني :و هو الذي تمثله الأطروحة
المفترضة في السؤال ،و يذهب إلى صعوبة تمثل منهج العلوم الحقة عند دراسة الظواهر
الإنسانية لأسباب عدة منها :
§
وجود
جانب جواني باطن في الانسان و آخر براني ظاهر
§
تفرد
الظاهرة الإنسانية ،لذلك فمحاولة التجريد و التعميم و إسقاط خصوصية الظاهرة و
تميزها قد ينطوي على تشويه لطبيعتها
§
قيم
الباحث التي تؤثر على أحكامه و رصده لوقائع،لأن الباحث جزء لا يتجزأ من الظاهرة
التي يبحثها، فلابد أن يشعر إزاءها بميول و أهواء معينة تفرضها البيئة الثقافية و
الحضارية التي ينتمي إليها . مثال ذلك : ظاهرة تعدد الزوجات : ففي بيئة معينة تعد
عرفا محمودا ،و في بيئة أخرى ينظر إليها كعرف مذموم ،و في بيئة ثالثة تعد جريمة
يعاقب عليها القانون
§
تعقد
الظاهر الإنسانية و الاجتماعية بصورة تجعلها متعددة الملامح و الأبعاد و
الخصائص
§
حرية
الإنسان التي تجعله غير قابل للتحديد،و خضوعه للغايات البعيدة و ليس القوانين و
العلل الميكانيكية
§
التغير
السهل و السريع للظاهر الإنسانية و الاجتماعية
§
التحيز
لمصالح فئات أو طبقات أو إيديولوجيات ...
§
استباحة
حدود العلوم الإنسانية من طرف الحس المشترك و الفهم الشائع و التفكير العامي .
ومثال ذلك أن الفكر العامي يمكن أن يعارض بسهولة مضمون نتائج بحوث طويلة و شاقة
تخالف أعرافه و تقاليده و توجهاته السياسية و الأيديولوجية من قبيل : الأثر
السيئ لضرب الأطفال و تزويج الفتيات القاصرات ...
يتبع