خلاصة المحور
تعد الأطروحة الكانطية حول موضوع الواجب ثورة حقيقية في ميدان الأخلاق لأنها نقلت الإلزام و الإكراه من بعده الخارجي الذي هيمن لمدة طويلة جراء مختلف السلط الخارجية المسلطة على الإنسان ، إلى بعده الداخلي الإنساني الذي يركز على امتثال الإنسان للأخلاق من منطلق وعي ذاتي حر و مستقل أساسه هيمنة العقل الذي يدرك البعد الإنساني للقيم و أهميتها في بناء مجتمع سليم و حي .
لقد دافع عن استقلالية الأخلاق عن كل ما هو خارجي سواء كانت تقاليد أو لاهوت و ربطها أساسا بالعقل ،و اعتبر أن الواجب ينبغي أن يكون مستقلا عن كل غرض نفعي .
لكن لا ينبغي أن ننسى الإشارة التي بعث بها دوركايم التي تؤكد دور الرغبة و التي تجعل الإنسان يسعى إلى الواجب بحماس ، و التي تنقله من نوع من العنف الممارس على جزء من طبيعتنا إلى نوع من الارتفاع و الانتصار على الذات.
أما بالنسبة لنيتشه فالأكيد أن كانط أسس فكرة الواجب على حرية الإرادة ، رغم أنها تتأثر من حيث يعلم الإنسان أو لا يعلم بمزاجه كما بين ذلك نيتشه -أو بمكانته الاجتماعية : كما بين مثلا تروتسكي و لكن السؤال المطروح هو : أليس عندما ننظر إلى الأشياء من هذه الزوايا نقع في تشويه و انتقاص الأخلاق ؟ وأيضا: ألا توجد أحكام و قواعد تفرض نفسها باعتبارها أحكاما و قواعد عامة و كونية ؟