اخر الاخبار

الجمعة، 25 فبراير 2011

المحور الثاني : الفهم و التفسير( الجزء الثاني ) درس مسألة العلمية في العلوم الانسانية


خلاصة المحور :
يٌعرف الوصف بأنه: عملية تعيين و اختبار علاقات أكثر أو أقل عمومية بين خواص الظاهرة موضوع البحث .و هو اكتشاف لأن تلك العلاقات غير معروفة قبل البحث الذي يكشف عنها
أما التفسير فهو :إجابة  عن سؤال :لماذا تحدث الظاهرة ؟و الواقع أن التفسير هو الإحاطة الحقيقة بالظاهرة

و ما يجب الإحاطة به هو أن :
المرحلة الأولى من العلم هي المرحلة الوصفية التي تجيب عن السؤال : كيف تحدث الظاهرة ؟ و كيف تتبدى ؟ و لكن هذا لا يكفي ، مما  يستلزم الانتقال من المرحلة الوصفية إلى المرحلة التفسيرية التي تجيب عن سؤال: لماذا تحدث الظاهرة ؟ أما التنبؤ و هو الغاية النهائية التي ترومها العلوم الطبيعية ، و هو لا يفترق عن التفسير ، بل هو محك لنجاح التفسير .
و يبقى أن مشكلة العلوم الإنسانية أنها نجحت إلى حد معقول في المرحلة الوصفية لكنها لم تبلغ ذات الدرجة فيما يخص المرحلة التفسيرية
ومثال ذلك :أننا إذا أخذنا ظاهرة إنسانية مثل :التفوق الدراسي أو الإرهاب أو تعاطي المخدرات ،فيمكن أن نجد توصيفات دقيقة للظاهرة ،أما التفسير :فمن الصعب أن يتفق باحثو العلوم الإنسانية على إجابة عن سؤال : لماذا تحدث الظاهرة ؟ لماذا يتعاطى الإنسان المخدرات ؟ أو لماذا يقع الإنسان في براثين الإرهاب ؟
والأكيد أن ما عمق  مشكلة الفهم و التفسير في العلوم الإنسانية و جعلها مسألة أكثر إلحاحا: الرغبة في تمثل المنهج التي اتبعته العلوم الحقة للوصول إلى التقدم و التطور الأكيد ، لكن المسألة تظل إشكالية ما دام أن الظاهرة الإنسانية التي تدرسها العلوم الإنسانية تتسم بالتعقيد و الحيوية،لذلك فليس للعلوم الإنسانية من خيار ، فإما أن تحدد موضوعها بشكل دقيق كالعلوم الحقة ، فتفقره و آنذاك يمكنها أن تفسره ، و إما أنها تحافظ عليه فتبقى في نصف الطريق بين التفسير و التنبؤ كما بين ذلك كلود ليفي ستراوس.
و لفهم ذلك نقدم مثالا: لقد حاولت المدرسة السلوكية في علم النفس إتباع المنهج العلمي التجريبي معتمدة على التجريب المعملي باعتباره حسب اعتقادها القادر على أعطاء نتائج دقيقة  فافترضت أن الإنسان مجرد متلق سلبي لعوامل البيئة و الوراثة لكنها عجزت عن تفسير الظواهر النفسية شديدة التعقيد ، إضافة إلى عدم فهمها التام لعمليات التفكير الإنساني و بناء المعرفة في العقل الإنساني لذلك تم تجاوزها في ستينيات القرن العشرين،  و أخذ المشعل منها علم النفس المعرفي .
التعليقات

هناك 3 تعليقات: