التقنية :في المعجم الغربي :" كلمة مشتقة من Technikos و هي ذات أصل يوناني معناها الفن و الصناعة .و Techné بالمعنى اللفظي تعني عمل يدوي ،أو مهارة في
صناعة ما "
و يعرفها لالاند بانها : "مجموعة من السلوكات (الفنية ،و العلمية و الصناعية ) . المحددة بالتدقيق المنقولة و السائرة كذلك إلى تقديم
العديد من النتائج المضبوطة و المستعملة
.إنها البنية التحتية و التي يرتكز عليها العلم الفيزيائي دوما و على مر القرون
..."
أما ديدي جوليا Didier Julia في
معجمها الفلسفي فتعرفها :بأنها" كل صناعة لأشياء و قد تكون حرفية (صناعة يدوية) أو صناعية (صناعة
بآلة أو بعدة آلات) ،إنها كذلك جملة من المبادئ أو الوسائل التي تعين على إنجاز
شيء أو تحقيق غاية".
العلية
:في الفلسفة :هي
العلاقة التي تربط بين السبب و نتيجته
علم science : يعرفه لالاند بأنه :
·
"مهارة تقنية ( لا سيما في مادة الرسم ، الموسيقى ، نظم الشعر ) : معرفة المهنة أو الصنعة.
·
مجموعة معرف أو أبحاث على درجة كافية من الوحدة و العمومية ، و من
شأنها أن تقود البشر الذين يتكرسون لها إلى استنتاجات متناسقة لا تنجم عن مواضعات
ارتجالية و لا عن أذواق أو اهتمامات فردية تكون مشتركة بينها ،بل تنجم عنم علاقات
موضوعية نكتشفها بالتدرج و نؤكدها بمناهج تحقق محددة".
أطروحة جلبرت هوتوا:
يتطرق هوتوا على تاريخ العلاقة بين العلم و التقنية و المسار الاشكالي
الذي مرت به هذه العلاقة ،و يحدد محطتين
أساسيتين في هذا السياق :
-
المرحلة الفلسفية اليونانية: حيث عرفت تمييزا و فصلا واضحا بين العلم و التقنية ،أو بين المعرفة
العلمية و المعرفة العملية و التقنية ،مع الإعلاء من قيمة العلم و المعرفة
العلمية.
-
المرحلة الفلسفية الحديثة: حيث شهدت بداية ترابط و تلاحم بين العلم و التقنية لسببين رئيسيين:
·
انتشار الاختراعات ، و الطفرة التي شهدها الابتكار في المجال التقني
·
التحول الذي حدث في العلم :حيث هيمنت عليه العلية و الارتباط بالظواهر
المحسوسة و القابلة للملاحظة و القياس.
و رغم هذا التلاحم بين العلم و التقنية على حدود عصرنا الحالي ،إلا
أنه مازال هناك تيار يؤمن بضرورة الفصل بين العلم و التقنية حفاظا على حياد العلم
و استقلاله و براءاته خصوصا بعد بروز
المشاكل و السلبيات التي أفرزتها هيمنة التقنية .