تحليل النص
يحاول
ابن مسكويه تقديم التمثلات السائدة عن السعادة لدى كل الحكماء و العوام ، و هو إذ
يفصل في هذا كله فيقول إن الحكماء من أمثال فيتاغورس و أبقراط و أفلاطون لما قسموا
السعادة جعلوها كلها في قوى النفس :أي القوى الثلاث:
1- القوة الغضبية
: التي تحركه على الغضب عدواننا أو دفاعا أو نجدة ،و فضيلة النفس الغضبية النجدة
2- القوة الشهوانية
: التي تحرك الإنسان إلى ما يشتهيه أو يجذبه من الملذات و الخيرات ،و فضيلة النفس
الشهوانية : العفة
3- القوة العاقلة
: و هي التي يحصل بها التمييز و الروية و التفكر : و فضيلة النفس العاقلة : الحكمة
ومن نسبة بعضها إلى بعض تحدث فضيلة رابعة هي
كمالها و تمامها :و هي العدالة
و
أجمعوا على أن " هذه الفضائل هي كافية في السعادة ،و لا تحتاج معها إلى غيرها
من فضائل البدن و ما هو خارج البدن" و بالتالي فالسعادة عندهم هي سعادة النفس
،و"سائر الأشياء الخارجة عنها فليست عندهم بقادحة في السعادة البتة"
أما
الرواقيون فدعوا إلى ضرورة المزاوجة بين تحقيق سعادة البدن و سعادة النفس للوصول
إلى السعادة الكاملة.
هذا
بخلاف المحققين من الفلاسفة ( أمثال أرسطو) فيربطون السعادة بالأشياء الثابتة
الشريفة التي يتم تحصيلها بالفكر و الروية ،و تكون بالعقل و الفضيلة.
أما
العامة فترتبط السعادة عندهم بالحاجة التي يفتقرون غليها ،فالمريض يراها في اكتساب الصحة ، و المعوز في
اكتساب المال و الغريب في العودة لوطنه و عموما يمكن القول إن التمثل العامي
للسعادة يهيمن عليه المعنى المادي الذي يرى في السعادة ضربا من ضروب المتعة و
اللذة .و الحكماء يرون أن كل تمثلات سعادة
،و لكن شريطة أن تكون " عند الحاجة و في الوقت الذي يجب و كما يجب و عند من
يجب : فهي سعادات كلها ،و ما كان يراد لشيء آخر ،فذلك الشيء أحق باسم
السعادة"
يتبع
نشكركم كثيرا لكن تصور مسكويه لم نجده
ردحذف