اخر الاخبار

الأربعاء، 15 يونيو 2011

المحور الثاني :الحرية و الإرادة درس الحرية


الإرادة فلسفيا هي :   ملكة الاختيار ،و القدرة على اتخاذ القرار بكل حرية على الفعل أو الامتناع عنه.فالإرادة إذن تفرض فحصا واعيا لكل ما يحيط بالفعل ،ومن هنا تتعارض مع الأفعال الذي تحركها الغرائز أو الدوافع أو ردود الأفعال أو العادات .

اطروحة ديكارت  R .Descartes   
يعرف ديكارت الارادة بانها تلك القدرة القائمة على ان باستطاعتنا "ان نفعل الشيء او الا نفعله ،وان نثبته او ننفيه ،وان نقدم عليه أو أن نحجم عنه ،و بعبارة ادق ،لكي نثبت او ننفي الاشياء التي يعرضها الذهن علينا "
وبالتالي  فالفضل الالهي و المعرفة الطبيعية يزيدان في حرية الانسان و قدرته على الاختيار
كما يعتبر ديكارت أن الحرية  ملكة بديهية للإرادة ، وحرية إرادتنا تعرف بدون دليل ،فقط بتجربتنا لها "
ويمكن ان نقول ان ديكارت يميز بين الحرية ،احداها سلبية و الثانية ايجابية :
1- حرية غير مبالية :يغيب فيها الدافع ،وتتميز بانها مترددة لان كل من الطرفين المطروحين للاختيار بينهما بالنسبة لها غير وضحين
2-الحرية الحقيقية بالنسبة لديكارت هي حرية تميز بين الخير و الشر بشكل بديهي ،بحيث يعرف صاحبها ما ينبغي عليه اختياره، و يمكن ان  نعم او لا بكل حرية ، ان مثل هذه الحرية تنصب على فعل له اهداف و دوافع ومن ثم فهي حرية قصدية  مخطط لها بشكل عقلي
ان ديكارت يرى اذن انه لكي يكون المرء حرا لابد ان يرى الامور بوضوح قبلا ، فكلما عرفتُ أفضل ما سأحكم عليه كلما كنت حرا ،فالحرية تعني الاختيار الحر أي اختيار افعالنا وتوقع  نتائجها بمعرفة اسبابها .
لقد كان هدف ديكارت من ربطه للحرية بالعقل ،انه اراد ان يبرهن على انه  اذا تم نزع هذه الصفة عن الحرية فسيصبح اذن كل كائن حر: سواء كان  رضيعا او حجرا او حيوانا...لانهم كلهم يتمتعون بتلقائية الافعال وعفويتها
اطروحة كانط Emmanuel Kant  
لكي يكون الانسان حرا لابد ان يكون له الخيار ان يفعل او لا يفعل، ووحده الكائن الذي استطاع التخلص من طغيان غرائزه نستطيع ان نقول انه  حقق الشروط الدنيا  للانتقال الى الحرية ،و كانط في هذا الصدد بالضبط يعتبر ان تلك هي المهمة الاساسية للتربية : فهدفها الاول هو تطويع الغرائز و تنظيمها لجعلها تلتزم الصمت حتى لا يصبح الانسان عبدا لما تأمره به طبيعته
هذا ايضا بشكل اكثر عمومية دور العيش المشترك مع الناس داخل المجتمع ،فمهمته تحرير الفرد الانساني من الطبيعة و الفعل الغريزي من خلال استبدال القوانين الطبيعية بالقوانين الاجتماعية ، و ذلك هو معنى الثقافة بمعناها العام ، اي الأسلوب الذي ينهجه الانسان لاسكات الطبيعة داخله ،وهذا ما يجعله ينتقل الى مرتبة الحرية
ماهي الشروط لكي اكون حرا ؟  "اكون حرا عندما افعل ما اريد " نعم لكن الى أي حد هذه الارادة حرة ايضا ؟ في الغالب ارادتي  محدَدة بمن اكون : فلا معنى مثلا ان اريد بلوغ الكبر اذا كنت صغيرا  . الارادة اذن لا تكون حرة الا اذا تحررت من كل الحتميات التي تحاصرها، ولكي تصل الى ذلك لابد ان تريد كل ما هو مقبول كونيا .
 ما معنى الارادة الكونية؟  يرى كانط ان الارادة لا تكون كونية الا اذا اردت ما يريده كل الناس ، ان تكون محترمة لكونها ارادة حرة ،ومن ثم :لكي اكون حرا لابد ان احترم الحرية داخلي كما احترمها في غيري .و لابد ان تطيع السلطة العليا للاخلاق ،و التي تامر بان اعتبر الغير غاية في ذاته و ليس ابدا وسيلة لتحقيق رغباتي و شهواتي و مصالحي .
وبالتالي فالحرية لا يتم ادراكها الا بمقاومة الرغبات و الاهواء التي تنزل بالانسان الى مرتبة العبودية ،و لايكون ذلك حسب كانظ الا بطاعة ما  ُيلزمنا  أخلاقيا .
اطروحة سارتر Sartre : 
ان الانسان محكوم عليه بالحرية" كما يقول سارتر فهو حر في اختيار ماهيته اي ان الوجود البشري و الحرية متحدان بل هما شيء واحد، و فيما يخص علاقة الحرية بالواجب حسب سارتر ف الإرادة حسب قوله "ليست تجليا وحيدا لحرية"ذلك انها تساعد بشكل كبير على التبصر في الغايات و التروي فيها لكن لا تخلق هذه الغايات .
ان الحرية الوجودية كما عبر عنها سارتر" ليست موضوعية ،وهي غير قابلة للبرهنة عليها و لايمكن دحضها سواء بسواء .انها ليست هي المعرفة ،ولا هي الارادة الحرة ،و لا هي القانون ،ومع ذلك فلا حرية بغير معرفة و بغير ارادة حرة و بغير قانون ".
خلاصة المحور :
واذا كان لديكارت حاول ربط حرية الارادة بالعقل و تحصيل المعرفة لتحويلها من حرية سلبية الى حرية ايجابية خليقة بالانسان .
اما كانط و معه العديد من رواد الفلسفة الوجودية فلقد حاولوا إقناع الحميع بان حرية الارادة ليست موضوعا للبرهنة او الاستدلال الخارجي لان ذلك يجعلها كظاهرة من ظواهر الطبيعة  بل مسلمة يفترضها الفعل الانساني ،و هي موجودة من قبل كشرط للتواجد الانساني .
التعليقات

هناك 7 تعليقات:

  1. وجعني راسي هي المادة مستحيل افهمها -_-

    ردحذف
  2. ولكن السؤال المهم حول هذا الموضوع أيهما نابع من الأخر الحرية من الإرادة أم العكس؟ وكيف نفرق بين الأعمال التي يكون دافعها حرية والأعمال التي يكون دافعها إرادة؟

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. يقول الدكتور عبدالله دراز في كتابه دستور الأخلاق في القرآن مفسراً ما قاله ديكارت أن للإنسان حريتين:
    يقول أن الحرية الأولى هي القدرة على اختيار وتحديد نقيضين إلى هنا ينتهي دور الحرية الأولى.
    أما الحرية الثانية هي حسن اختيار الأولى بمعنى اختيار النقيض الأفضل من بين مجموعة النقائض.
    بينما الإرادة هي عدم وجود ضغوط خارجية تجبر الإنسان على اختيار أحد النقائض بمعنى أن ذلك الاختيار نابع من إرادة حرة.

    ردحذف